بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ۩} (50)

{ يخافون رَبَّهُمْ مّن فَوْقِهِمْ } أي : يخافون الله تعالى . روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إنَّ لله تَعَالَى مَلائِكَةً فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ سُجّداً مُذْ خَلَقَهُمُ الله تَعَالَى إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُمْ مِنْ مَخَافَةِ الله تَعَالَى ، فَإِذا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ رَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ فَقَالُوا : ما عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : { يخافون رَبَّهُمْ مّن فَوْقِهِمْ } » أي : يخافون خوفاً ، معظمين ، مبجلين . ويقال : خوفم بالقهر ، والغلبة ، والسلطان . ويقال : معناه يخافون ربهم الذي على العرش ، كما وصف نفسه بعلوه ، وقدرته ، والطريق الأول أوضح كقوله : { إِنَّ الذين يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ على نَفْسِهِ وَمَنْ أوفى بِمَا عاهد عَلَيْهِ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } [ الفتح : 10 ] { ويفعلون ما يؤمرون } أي : لا يعصون الله تعالى طرفة عين . قرأ أبو عمرو : { يتفيؤا } بالتاء بلفظ التأنيث . وقرأ الباقون : بالياء لأن تأنيثه مقدم فيجوز أن يذكر ويؤنث .