بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٖ يَتَفَيَّؤُاْ ظِلَٰلُهُۥ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَٱلشَّمَآئِلِ سُجَّدٗا لِّلَّهِ وَهُمۡ دَٰخِرُونَ} (48)

قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } قرأ حمزة والكسائي { أَوَلَمْ *** تَرَوْاْ } بالتاء على معنى المخاطبة وقرأ الباقون : بالياء على معنى المغايبة يعني : أولم يعتبروا { إلى مَا خَلَقَ الله مِن شَىْء } عند طلوع الشمس وعند غروبها { يَتَفَيَّأُ ظلاله } يعني : يدور ظله { عَنِ اليمين والشمآئل } قال القتبي : أصل الفيء الرجوع . وتفيؤ الظلال : رجوعها من جانب إلى جانب { سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ داخرون } أي : صاغرون ، وهم مطيعون . وأصل السجود التطأطؤ ، والميل . يقال : سجد البعير إذا تطأطأ ، وسجدت النخلة إذا مالت . ثم قد يستعار السجود ، ويوضع موضع الاستسلام ، والطاعة ، ودوران الظل ، من جانب إلى جانب . هو سجوده لأنه مستسلم ، منقاد ، مطيع . فذلك قوله : { سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ داخرون } قرأ أبو عمرو : { تَتَفَيَّأُ } بالتاء بلفظ التأنيث ، والباقون : بالياء ، لأن تأنيثه ليس بحقيقي ، ولأن الفعل مقدم ، فيجوز التذكير والتأنيث .