بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلزُّبُرِۗ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ} (44)

ثم قال : { فاسألوا أَهْلَ الذكر } أي : أهل التوراة والإنجيل { إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ * بالبينات والزبر } وفي الآية تقديم وتأخير . أي : وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً نوحي إليهم بالبينات ، والزبر . وروى أسباط عن السدي قال : البينات : الحلال ، والحرام . والزبر : كتب الأنبياء . وقال الكلبي : البينات أي : بالآيات الحلال ، والحرام ، والأمر ، والنهي ، ما كانوا يأتون به قومهم منها ، وهو كتاب النبوة . ويقال : البينات التي كانت تأتي بها الأنبياء ، مثل عصا موسى وناقة صالح . وقال مقاتل : { والزبر } يعني : حديث الكتب .

ثم قال : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذكر } يعني : القرآن { لِتُبَيّنَ لِلنَّاسِ } لتقرأ للناس { مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ } أي : ما أمروا به في الكتاب { وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } يتفكروا فيه ، ليؤمنوا به .