{ يخافون رَبَّهُمْ مّن فَوْقِهِمْ } هذه الجملة في محل نصب على الحال ، أي : حال كونهم يخافون ربهم من فوقهم . أو جملة مستأنفة لبيان نفي استكبارهم ، ومن آثار الخوف عدم الاستكبار ، و{ من فوقهم } متعلق ب{ يخافون } على حذف مضاف ، أي : يخافون عذاب ربهم من فوقهم ، أو يكون حالاً من الربّ ، أي : يخافون ربهم حال كونه من فوقهم . وقيل : معنى { يخافون رَبَّهُمْ مّن فَوْقِهِمْ } يخافون الملائكة ، فيكون على حذف المضاف ، أي يخافون ملائكة ربهم كائنين من فوقهم . وهو تكلف لا حاجة إليه ، وإنما اقتضى مثل هذه التأويلات البعيدة المحاماة على مذاهب قد رسخت في الأذهان ، وتقرّرت في القلوب . قيل : وهذه المخافة هي مخافة الإجلال ، واختاره الزجاج فقال : { يخافون رَبَّهُمْ } خوف مجلين . ويدلّ على صحة هذا المعنى قوله : { وَهُوَ القاهر فَوْقَ عِبَادِهِ } [ الأنعام : 18 ] . وقوله إخباراً عن فرعون { وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهرون } [ الأعراف : 127 ] . { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } أي : ما يؤمرون به من طاعة الله يعني : الملائكة ، أو جميع من تقدّم ذكره ، وحمل هذه الجمل على الملائكة أولى ؛ لأن في مخلوقات الله من يستكبر عن عبادته ، ولا يخافه ولا يفعل ما يؤمر به ، كالكفار والعصاة الذين لا يتصفون بهذه الصفات وإبليس وجنوده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.