بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ مُسَخَّرَٰتٖ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱللَّهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (79)

ثم بيّن لهم العبرة ليعتبروا بها ، ويعرفوا بها وحدانيته فقال : { أَلَمْ تَرَوْاْ إلى الطير مسخرات } يقول : مذللات { فِى جَوّ السمآء } ، قال ابن عباس : أي : في الهواء . { مَا يُمْسِكُهُنَّ } ، عند قبض الأَجنحة ، وعند بسطها { إِلاَّ الله إِنَّ فِي ذلك } ، أي : فيما ذكرت ، { لآيَاتٍ } ، أي : علامات لوحدانية الله ، لمن علم أن معبودهم لم يعنه في ذلك ، يعني : الكفار لا يعلمون متى يبعثون ، وأيان : كلمة الاختصار ، وأصله أي أوان ؟ .

ثم قال تعالى : { إلهكم إله واحد } ، يعني : ربكم رب واحد فاعبدوه ، ولا تعبدوا غيره . { لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ، أي : لمن آمن به . قرأ ابن عامر وحمزة : { أَلَمْ تَرَوْاْ } ، بالتاء ، على معنى المخاطبة . وقرأ الباقون بالياء .