تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ مُسَخَّرَٰتٖ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱللَّهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (79)

الآية : 79 : وقوله تعالى : { ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله } ، أي : من قَدَرَ على إمساك الطير ، وهي أجسام كغيرها من الأجسام في الهواء ، بلا إعانة بالأسفل ، ولا تعلق بشيء من الأعلى ، ( فهو قادر ){[10377]} على إنشاء الخلق وإعادتهم بعد الفناء .

أو يقول : { ألم يروا إلى } اللطف الذي جعل في الطير ، والحكمة التي أنشأ فيها ، حتى قدرت على الاستمساك في الهواء ، والطيران في الجو ما لو اجتمع الخلائق جميعا أن يُدركوا {[10378]} ذلك اللطف أو تلك الحكمة ما قدروا على إدراكه .

وفي ذلك نَقْضُ قول المعتزلة ؛ لأن الطيران فعل الطير . ثم إضافة {[10379]} / 290 – أ / ذلك إلى الله حين {[10380]} قال : { ما يمسكهن إلا الله } ، دلَّ ذلك أن لله في ذلك صُنْعاً وفِعلا .

وقوله تعالى : { إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } ، جميع ما ذكر يكون آية لمن آمن ؛ لأنه هو المنتفع {[10381]} .

قال أبو عوسجة : لمح البصر : سرعة النظر ، وجو السماء : هواؤها ، ويقال : بطن السماء ؛ ويقال : جوف السماء ، ويقال : الجو : ما اطمأن من الأرض ، والأول أشبه .


[10377]:في الأصل وم: لقادر.
[10378]:في الأصل وم: يدركوه.
[10379]:في الأصل وم: أضاف.
[10380]:في الأصل وم: حيث.
[10381]:من م، في الأصل: المشفع.