ثم قال تعالى : { ضَرَبَ الله مَثَلاً } ، أي : وصف الله شبهاً { عَبْدًا مَّمْلُوكًا } ، وهو : الكافر ، { لاَّ يَقْدِرُ على شَيء } يقول : لا يقدر على مال ينفقه في طاعة الله ، { وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا } ، أي : مالاً حلالاً ، { فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ } ، أي : يتصدق منه ، { سِرّا وَجَهْرًا } ، يقول : يتصدق خفية وعلانية ، وهو : المؤمن ، { هَلْ يَسْتَوُونَ } في الطاعة مثلاً ، { الحمد لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ، ضرب المثل . وروي عن ابن عباس أنه قال : نزلت هذه الآية في عثمان بن عفان . والآخر أبو الفيض بن أمية وهو كافر ، لا يقدر أن ينفق خيراً لمعاده ، وعثمان أنفق لآخرته فهل يستويان ؟ أي : هل يستوي الكافر والمؤمن ؟ ويقال ضرب المثل للآلهة . ومعناه : أن الاثنين المتساويين في الخلق ، إذا كان أحدهما قادراً على الإنفاق ، والآخر عاجزاً ، لا يستويان . فكيف يسوون بين الحجارة التي لا تتحرك ولا تعقل ، وبين الذي هو على كل شيء قدير ؟ فبيّن الله تعالى علامة ضلالتهم ، ثم حمد نفسه ، ودل خلقه على حمده ، فقال : { الحمد لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ، ثم زاد في البيان ، وضرب مثلاً آخر فقال : { وَضَرَبَ الله مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ } ، يعني : أخرس ، وهو : الصنم ، { لاَّ يَقْدِرُ على شَيء } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.