بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا رَّجُلَيۡنِ أَحَدُهُمَآ أَبۡكَمُ لَا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوۡلَىٰهُ أَيۡنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأۡتِ بِخَيۡرٍ هَلۡ يَسۡتَوِي هُوَ وَمَن يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (76)

{ وَضَرَبَ الله مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ } ، يعني : أخرس ، وهو : الصنم . { لاَّ يَقْدِرُ على شَيء } ، من مال ، ولا منفعة ، { وَهُوَ كَلٌّ على مَوْلاهُ } ، يعني : ثقل على وليه ، وقرابته . يعني : الصنم عيال ، ووبال على عابده . { أَيْنَمَا يُوَجّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ } ، يعني : حيث يبعثه لا يجيء بخير ، { هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بالعدل } ، يعني : بالتوحيد ، { وَهُوَ على صراط مُّسْتَقِيمٍ } ، يدل الخلق على التوحيد . ويقال : هذا المثل للكافر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني : الكافر الذي لا يتكلم بالخير ، هل يستوي هو { وَمَن يَأْمُرُ بالعدل } ، أي : التوحيد ويدعو الناس إليه ، { وَهُوَ على صراط مُّسْتَقِيمٍ } ، يدعو الناس إليه ، وهو دين الإسلام . وقال السدي : المثلان ضربهما الله لنفسه وللآلهة .