ثم إنه تعالى ذكر دليلاً آخر على كمال قدرته وحكمته ، بقوله تعالى : { ألم يروا إلى الطير مسخرات } ، أي : مذللات للطيران ، { في جوّ السماء } ، أي : في الهواء بين الخافقين ، مما لا يقدرون عليه بوجه من الوجوه ، مع مشاركتكم لها في السمع والبصر ، وزيادتكم عليها بالعقول ، فعلم قطعاً أنه تعالى خلق الطير خلقة معها يمكنه الطيران فيها ، وإلا لما أمكن ذلك ؛ لأنه تعالى أعطى الطير جناحاً ، يبسطه مرة ويكسره مرّة أخرى ، مثل ما يعمل السابح في الماء ، وخلق الجوّ خلقة لطيفة رقيقة يسهل خرقه والنفاذ فيه ، ولولا ذلك لما كان الطيران ممكناً ، ومع ذلك : { ما يمسكهنّ } في الجوّ عن الوقوع ، { إلا الله } ، أي : الملك الأعظم ، فإنّ جسد الطير جسم ثقيل ، والجسم الثقيل يمتنع بقاؤه في الجوّ معلقاً من غير دعامة تحته ولا علاقة فوقه ، فوجب أن يكون الممسك له في ذلك الجوّ ، هو : الله تعالى . وقرأ ابن عامر وحمزة : بالتاء على أنه خطاب العامّة . والباقون : بالياء على الغيبة ، { إنّ في ذلك } ، المذكور ، { لآيات } ، أي : دلالات ، { لقوم يؤمنون } ، وخصهم بذلك ؛ لأنهم هم المنتفعون بها ، وإن كانت هذه الآيات آيات لكل العقلاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.