قوله : { وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءايَةً } ، يعني : ناسخة ، { مَّكَانَ ءايَةٍ } ، يعني : منسوخة ، أي : نسخنا آية بآية . قال ابن عباس : إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت عليه آية فيها شدة ، أخذ الناس بها ، وعملوا ما شاء الله أن يعملوا ، فيشق ذلك عليهم . فينسخ الله تعالى هذه الشدة ، ويأتيهم بما هي ألين منها ، وأهون عليهم ، رحمة من الله لهم ، فيقول لهم كفار قريش : والله ما محمد إِلاَّ يسخر بأصحابه ، يأمرهم اليوم بأمر ، وغداً يأتيهم بما هو أهون عليهم منه . وما يعلمه إلا عابس ، غلام حويطب بن عبد العزى ، ويسار بن فكيهة مولى ابن الحضرمي ، وكانا قد أسلما ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيهما ، فيحدثهما ، ويعلمهما ، وكانا يقرآن كتابهما بالعبرانية . فنزل { وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءايَةً مَّكَانَ ءايَةٍ } ، { والله أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ } ، يعني : بما يصلح للخلق ، { قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ } ، أي : مختلق من تلقاء نفسك . { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أن الله أمرك بما يشاء ، نظراً لصلاح العباد . وقال مقاتل : في الآية تقديم ، ومعناه : { وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءايَةً مَّكَانَ ءايَةٍ } ، { قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ } ، فتقول على الله تعالى الكذب . قلت : كذا ثم نقضته ، فجئت بغيره . ثم قال في التقديم : { والله أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.