بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيۡنِۖ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبۡصِرَةٗ لِّتَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡ وَلِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ وَكُلَّ شَيۡءٖ فَصَّلۡنَٰهُ تَفۡصِيلٗا} (12)

قوله : { وَجَعَلْنَا الليل والنهار ءايَتَيْنِ } يعني : خلقنا الشمس والقمر علامتين يدلان على أن خالقهما واحد { فَمَحَوْنَا ءايَةَ الليل } يعني : ضوء القمر ، وهو السواد الذي في جوف القمر . وقال محمد بن كعب : كانت شمس بالليل ، وشمس بالنهار ، فمحيت شمس الليل . وقال ابن عباس : كان في الزمان الأول لا يعرف الليل من النهار . فبعث الله جبريل ، فمسح جناحه بالقمر ، فذهب ضوءه ، وبقي علامة جناحه وهو السواد الذي في القمر ، فذلك قوله : { فَمَحَوْنَا ءايَةَ الليل } { وَجَعَلْنَا آية النهار مبصرة } أي : وتركنا علامة النهار مضيئة مبينة { لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مّن رَّبّكُمْ } أي : لكي تطلبوا رزقاً من ربِّكم في النهار { وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السنين والحساب } أي : حساب الشهور والأيام { وَكُلَّ شَىْء فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } أي : بينّاه في القرآن .