بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَيَدۡعُ ٱلۡإِنسَٰنُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُۥ بِٱلۡخَيۡرِۖ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا} (11)

قوله : { وَيَدْعُ الإنسان بالشر } وأصله في اللغة . ويدعو بالواو إلا أنه حذف الواو في الكتابة ، لأن الضمة تقوم مقامه مثل قوله : { سَنَدْعُ الزبانية } [ العلق : 18 ] وأصله سندعو أي : يدعو الإنسان باللعن على نفسه ، وأهله ، وولده ، وماله ، وخدمه ، { دُعَاءهُ بالخير } أي : دعاءه بالرزق ، والعافية ، والرحمة ، وما يستجاب له . فلو استجيب له إذا دعا باللعن ، كما يستجاب له بالخير هلك . ويقال : نزلت في النضر بن الحارث حيث قال : { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا *** مّنَ السماء } { وَكَانَ الإنسان عَجُولاً } يستعجل . يعني : إن آدم عجل بالقيام ، قبل أن يتم فيه الروح . وكذلك النضر بن الحارث يستعجل بالدعاء على نفسه ، ويستعجل بالعذاب . ويروي الحكم ، عن إبراهيم ، عن سلمان أنه قال : لما خلق الله تعالى آدم ، بدأ بأعلاه قبل أسفله . فجعل آدم ينظر ، وهو يخلق ، فلما كان بعد العصر ، قال : يا رب عجّل قبل الليل . فذلك قوله : { وَكَانَ الإنسان عَجُولاً } قال ابن عباس : لما جعل فيه الروح ، فإذا جاوز عن نصفه ، أراد أن يقوم فسقط ، فقيل له : لا تعجل ، فذلك قوله : { وَكَانَ الإنسان عَجُولاً }