ثم قال تعالى{[40536]} : { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا الليل } [ 12 ] .
معناه : أن الله [ عز وجل ]{[40537]} عرف عباده نعمه عليهم{[40538]} ، / فمن نعمه [ أن ]{[40539]} جعل الليل مخالفا للنهار ليسكنوا في الليل ويتصرفوا في معائشهم [ التي قدرت لهم{[40540]} ] بالنهار ، وليعلموا عدد [ السنين والحساب أي : عدد ]{[40541]} سنينهم وحساب ساعات الليل والنهار{[40542]} .
ومعنى { آيتين } أي : جعلنا الليل والنهار علامتين{[40543]} .
فعلامة النهار [ ر ]{[40544]} الشمس وعلامة الليل القمر { وكل شيء فصلناه تفصيلا } [ 12 ] . أي : بيناه [ تبيينا ]{[40545]} بيانا شافيا .
وقوله : { فمحونا آية الليل } [ 12 ] ، أي : لم يجعل للقمر ضياء ونورا كالشمس وقوله : { وجعلنا آية النهار مبصرة } [ 12 ] أي : مضيئة ، وهي{[40546]} : الشمس .
والمحو الذي في القمر هي اللطخة التي تظهر فيه{[40547]} للمتأمل{[40548]} ، ويروى أن الله جل{[40549]} ذكره أمر جبريل عليه السلام{[40550]} ، فأمر بجناحه على القمر فصار فيه المحو الذي فيه . وقد كان ضياؤه مثل الشمس أو أشد ، ولكن الله جل ذكره فرق بينهما ليعرف الليل من النهار ، وليعلم عدد السنين والشهور ، الأجل{[40551]} ، والحج وغير ذلك{[40552]} .
وعن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خلق الله [ عز وجل ]{[40553]} شمسين{[40554]} من نور{[40555]} عرشه فأما ما كان في سابق علمه أنه يدعها{[40556]} شمسا فإنه جعلها مثل الدنيا على قدر ما بين مشارقها إلى مغاربها . وأما ما كان في سابق علمه أن يطمسها ويحولها قمرا فإنه جعلها دون الشمس في العظم ، ولكن إنما يرى صغرها لشدة ارتفاع السماء وبعدها من الأرض . ولو ترك القمر كما خلقه أول مرة لم يعرف الليل من النهار ، ولا النهار من الليل ، ولا عدد الأيام ولا الشهور ، فأرسل جبريل [ عليه السلام ]{[40557]} إلى القمر فأمر جناحه على وجه القمر وهو يومئذ شمس ، ثلاث مرات فطمس عنه الضوء وبقي منه النور فذلك قوله : { وجعلنا الليل والنهار آيتين } [ 12 ] . الآية . فالسواد الذي يرون في القمر أثر المحر{[40558]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.