بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ حَصِيرًا} (8)

قوله : { عسى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ } بعد هذين الموتين . فرحمهم وعادوا إلى ما كانوا عليه وبعث فيهم الأنبياء ، وكانوا رحمة لهم { وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا } أي : إن { عُدتُّمْ } إلى المعصية { عُدْنَا } ، إليكم بالعذاب . ويقال : { ءانٍ *** عُدتُّمْ } إلى تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم كما كذبتم سائر الأنبياء { عُدْنَا } يعني : سلطناه عليكم ، فيعاقبكم بالقتل ، والجزية في الدنيا . { وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ للكافرين حَصِيرًا } أي : سجناً ومحبساً . قال الحسن : أي سجناً . وقال قتادة : أي وحبساً يحبسون فيها . وقال مقاتل : أي محبساً ينحبسون فيها ، ولا يخرجون أبداً ، كقوله : { لِلْفُقَرَاء الذين أُحصِرُواْ } ويقال : هذا فعيل بمعنى فاعل . وقال الزجاج : { حَصِيرًا } أي حبيساً . أخذ من قوله : حصرت الرجل إذا حبسته ، وهو محصور ، والحسير المنسوج وإنما سمي { حَصِيرًا } لأنه حصرت طاقاته بعضها فوق بعض .