بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَا رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفۡرُطَ عَلَيۡنَآ أَوۡ أَن يَطۡغَىٰ} (45)

ثم قال عز وجل : { قَالاَ } ، أي : موسى وهارون : { رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا } ؛ يعني : أن يبادر بعقوبتنا . يقال : قد فرط منه أمر ، أي : قد بدر منه . قال النبي صلى الله عليه وسلم : « أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ » . ويقال : أن يفرط علينا ، يعني : أن يضر بنا . { أَوْ أَن يطغى } ، يعني : يقتلنا : قال : كان هذا القول من موسى وهارون حين رجع موسى إلى مصر ، وأوحى إليهما فقالا عند ذلك : { إننا نخاف أن يفرط علينا } أو أن يطغى ؛ وقال بعضهم : قد قال الله ذلك لموسى عند طور سيناء ؛ فأجابه موسى عن نفسه وعن هارون ، فأضاف القول إليهما جميعاً .