بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَأۡتِيَاهُ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَلَا تُعَذِّبۡهُمۡۖ قَدۡ جِئۡنَٰكَ بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكَۖ وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلۡهُدَىٰٓ} (47)

{ فَأْتِيَاهُ } ، يعني : فاذهبا إلى فرعون ، { فَقُولا إِنَّا رَسُولاَ رَبّكَ } . قال الفقيه أبو الليث رحمه الله : في الآية دليل أنه يجوز رواية الأخبار بالمعنى ، وإنما العبرة للمعنى دون اللفظ ، لأن الله تعالى حكى معنى واحداً بألفاظ مختلفة ، وقال في آية أخرى { فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فقولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العالمين } [ الشعراء : 16 ] وقال هاهنا : { إِنَّا رَسُولاَ رَبّكَ } وقال في آية أخرى : { قالوا ءَامَنَّا بِرَبِّ العالمين * رَبِّ موسى وهارون } [ الأعراف : 121/122 ] ، وقال في موضع : { امَنَّا بِرَبّ هارون وموسى } .

ثم قال تعالى : { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إسراءيل وَلاَ تُعَذّبْهُمْ } ، يعني : لا تستعبدهم . { قَدْ جئناك بِئَايَةٍ مّن رَّبّكَ } ، يعني : باليد والعصا . { والسلام على مَنِ اتبع الهدى } ، أي : على من طلب الحق ورغب في الإسلام . قال الزجاج : { والسلام على مَنِ اتبع الهدى } معناه أن من اتبع الهدى ، فقد سلم من عذاب الله وسخطه