بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيٓ أَعۡطَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ خَلۡقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ} (50)

{ قَالَ } موسى : { رَبُّنَا الذى أعطى كُلَّ شَىء خَلْقَهُ } ، يعني : شكله ؛ ويقال : خلق لكل ذكر أنثى شبهه ؛ { ثُمَّ هدى } ، يعني : ألهمه الأكل والشرب والجماع ، وقال القتبي : الإهداء أصله الإرشاد ، كقوله { وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ قَالَ عسى ربى أَن يَهْدِيَنِى سَوَآءَ السبيل } [ القصص : 22 ] . ثم الإرشاد مرة يكون بالدعاء ، ومرة بالبيان . وقد ذكرناه في سورة الأعراف ، ومرة بالإلهام كقوله : { أعطى كُلَّ شَىء خَلْقَهُ } أي : صورته { ثُمَّ هدى } أي : ألهمه إتيان الإناث .

ويقال : ألهمه طلب المرعى وتوقي المهالك . وقال الحسن : { أعطى كل شيء من خلقه } ما يصلح له ، ثم هداه أن موسى أخبره بالبعث والجزاء وأمر الآخرة .