ثم إنّ موسى وهارون { قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط } أي : يعجل { علينا } بالعقوبة { أو أن يطغى } أي : يتجاوز الحد في الإساءة علينا ، فإن قيل : لما تكرّر الأمر من الله تعالى بالذهاب ، فعدم الذهاب والتعلل بالخوف هل يدل على معصية ؟ أجيب : بأنّ الأمر ليس على الفور فسقط السؤال وهذا من أقوى الدلائل على أنّ الأمر لا يقتضي الفور ، فإن قيل : قوله تعالى : { قالا ربنا } يدل على أنّ المتكلم موسى وهارون ولم يكن هارون هناك حاضراً ؟ أجيب : بأنّ الكلام كان مع موسى إلا أنه كان متبوع هارون فجعل الخطاب معه خطاباً مع هارون وكلام هارون على سبيل التقدير في تلك الحالة وإن كان موسى وحده إلا أنه تعالى أضافه إليهما كما في قوله تعالى : { وإذ قتلتم نفساً فادّارأتم فيها } [ البقرة ، 72 ] وقوله : { لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل } [ المنافقون ، 8 ] روي أنّ القائل عبد الله بن أبيّ وحده ، فإن قيل : إنّ موسى عليه السلام قال : { رب اشرح لي صدري } [ طه ، 25 ] فأجابه الله تعالى بقوله : { قد أوتيت سؤلك يا موسى } [ طه ، 36 ] وهذا يدل على أنه تعالى قد شرح صدره ويسر له ذلك الأمر . فكيف قال بعده : { إنا نخاف } فإنّ حصول الخوف يمنع من حصول شرح الصدر ؟ أجيب : بأنّ شرح الصدر عبارة عن تقويته على ضبط تلك الأوامر والنواهي وحفظ تلك الشرائع على وجه لا يتطرق إليها السهو والتحريف وذلك شيء آخر غير الخوف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.