فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَا رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفۡرُطَ عَلَيۡنَآ أَوۡ أَن يَطۡغَىٰ} (45)

قرأ الجمهور : { أن يفرط } بفتح الياء وضم الراء ، ومعنى ذلك : أننا نخاف أن يعجل ويبادر بعقوبتنا ، يقال : فرط منه أمر ، أي بدر ، ومنه الفارط ، وهو الذي يتقدّم القوم إلى الماء ، أي يعذبنا عذاب الفارط في الذنب ، وهو المتقدّم فيه ، كذا قال المبرد ، وقال أيضاً : فرط منه أمر وأفرط : أسرف ، وفرط : ترك . وقرأ ابن محيصن : «يفرط » بضم الياء وفتح الراء ، أي يحمله حامل على التسرّع إلينا ، وقرأت طائفة بضم الياء وكسر الراء ، ومنهم ابن عباس ومجاهد ، وعكرمة من الإفراط ، أي يشتطّ في أذيتنا . قال الراجز :

قد أفرط العلج علينا وعجل *** . . .

ومعنى { أَوْ أَن يطغى } قد تقدّم قريباً .

/خ59