بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّـٰبِـِٔينَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلۡمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡصِلُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (17)

{ إِنَّ الذين ءامَنُواْ } ، يعني : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن كان مثل حالهم ، { والذين هَادُواْ } ؛ يعني : مالوا عن الإسلام يعني : اليهود { والصابئين } ؛ وقد ذكرناه من قبل ، { والنصارى والمجوس } ، يعني : عبدة النيران ، { والذين أَشْرَكُواْ } ؛ يعني : عبدة الأوثان والأديان ستة : فواحد لله تعالى ، والخمسة للشيطان . { إِنَّ الله يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ } ، يعني : يقضي ويحكم بينهم { يَوْمُ القيامة } ، يعني : بين هذه الأديان الستة ؛ وقال بعضهم : إن الفاء مضمرة في الكلام ومعناه : فإن الله يفصل بينهم على معنى جواب الشرط ؛ ويقال : جوابه في قوله : { فالذين كَفَرُواْ } .

ثم قال : { إِنَّ الله على كُلّ شَىْء شَهِيدٌ } ، من أعمالهم .