قوله عز وجل : { هذان خَصْمَانِ } ، يعني : أهل دينين { اختصموا فِى رَبّهِمْ } ، يعني : احتجوا في دين ربهم . قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه نزلت هذه الآية في الذين بارزوا يوم بدر ، يعني : حمزة ، وعلي بن أبي طالب ، وعبيدة بن الحارث من المؤمنين رضي الله عنهم وشيبة بن ربيعة ، وعتبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة من المشركين ، يعني : أن المؤمنين يخاصمون الكفار ويجاهدونهم ويقاتلونهم .
ثم بيَّن مصير كلا الفريقين بقوله : { فالذين كَفَرُواْ } ؛ وقال مجاهد : { هذان خَصْمَانِ } ، يعني : المؤمنين والكافرين اختصما في البعث ، فالكافرون { قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ } ، والمؤمنون يدخلون { جنات تجري من تحتها الأنهار } ، وقال عكرمة : { هذان خَصْمَانِ اختصموا } ، أي اختصمت الجنة والنار ، فقالت الجنة : خلقت للرحمة ، وقالت النار : خلقت للعذاب .
وروي عن ابن عباس أنه قال : { هذان خَصْمَانِ } ، وذلك أن اليهود قالوا : كتابنا ونبينا أفضل ، وقالت النصارى : ونبينا كان يحيي الموتى وهو أفضل من نبيكم ، فنحن أولى بالله ؛ وقال المؤمنون : نحن آمنا بالله وبجميع الأنبياء عليهم السلام وبجميع الكتب ، وأنتم كفرتم ببعض الرسل وببعض الكتب ، فديننا أولى من دينكم ، فنزل : { هذان خَصْمَانِ } الآية ؛ وقال : { هذان خَصْمَانِ اختصموا } ، ولم يقل اختصما ، لأن كل واحد من الخصمين جمع . قرأ ابن كثير { هذان } بتشديد النون ، والباقون بالتخفيف . وفي الآية دليل أن الكفر كله ملة واحدة ، لأنه ذكر ستة ملل من الأديان .
ثم قال : { هذان خَصْمَانِ } ثم بيَّن مصير كلا الفريقين ، فقال : { فالذين كَفَرُواْ قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ } ، أي جحدوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ، هيئت لهم ثياب أي قُمُصٌ من نار ، ويقال : نحاس . { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسَهُم الحميم } ؛ قال مقاتل : يضرب الملك رأسَه بالمقمع ، فيثقب رأسه . ثم يصب من فوق رؤوسهم الحميم ، الذي قد انتهى حَرُّهُ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.