بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئۡرٖ مُّعَطَّلَةٖ وَقَصۡرٖ مَّشِيدٍ} (45)

ثم قال عز وجل : { فَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ } ، يعني : وكم من أهل قرية { أهلكناها } ، يعني : أهلكنا أهلها ، { وَهِىَ ظالمة } ؛ يعني : كافرة . { فَهِىَ خَاوِيَةٌ على عُرُوشِهَا } ، يعني : ساقطة حيطانها على سقوفها { وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ } ، يعني : خالية ليس عندها ساكن ، { وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ } ؛ يعني : طويلاً في السماء ؛ ويقال : معناه كم من بئر معطلة ، عطلها أربابها وليس عليها أحد يستسقي ، وقصر مشيد يعني : كم من حصن طويل مشيد ليس فيه ساكن ؛ ويقال : المشيد هو المبني بالشيد ، وهو الجص وهو المشيد المطول ؛ ويقال : المشيد والمشيد سواء ، أي المطول . قرأ أبو عمرو : { ***أهلكتها } بالتاء ، وقرأ الباقون : { قَرْيَةٍ أهلكناها } بلفظ الجماعة ، وقرأ نافع في رواية ورش ، وأبو عمرو في إحدى الروايتين وبير بالتخفيف ، وهي لغة لبعض العرب ؛ وقرأ الباقون بالهمز ، وهي اللغة المعروفة .