ثم قال عز وجل : { حُنَفَاء للَّهِ } ، يعني : مخلصين مسلمين لله ؛ ويقال : معناه كونوا مخلصين بالتلبية ، لأن أهل الجاهلية كانوا يقولون في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك ، إلا شريك هو لك ، تملكه وما ملك . ويقال : إن هذا القول بالزور الذي أمرهم الله باجتنابه . ثم قال : { غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بالله فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السماء } ، أي وقع من السماء ، { فَتَخْطَفُهُ الطير } ، يعني : تختلسه الطير ، { أَوْ تَهْوِى بِهِ الريح } ، يعني : تذهب به الريح { فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ } ، يعني : بعيد ؛ فكذلك الكافر في البعد من الله عز وجل ؛ ويقال : معناه من يشرك بالله ، فقد ذهب أصله . وقال الزجاج : الخطف هو أخذ الشيء بسرعة ، فهذا مثل ضربه الله عز وجل للكافرين في بعدهم من الحق ، فأخبر أن بعد من أشرك من الحق ، كبعد من خر من السماء ، فذهبت به الطير وهوت به الريح في مكان { سَحِيقٍ } ، يعني : بعيد . قرأ نافع : { فَتَخْطَفُهُ الطير } بنصب الخاء والتشديد ، وقرأ الباقون بالجزم والتخفيف من خطف . ومن قرأ بالتشديد ، فلأن أصله فتخطفه فأدغم التاء في الطاء ، وألقيت حركة التاء على الخاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.