قوله عز وجل : { وَإِذَا وَقَعَ القول عَلَيْهِم } يعني : إذا وجب عليهم العذاب والسخط وذلك حين لا يقبل الله من كافر إيمانه ، ولم يبق إلا من يموت كافراً في علم الله تعالى { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مّنَ الأرض تُكَلّمُهُمْ } بما يسوءهم يعني : الدابة التي تكلم الناس ، وخروجها من أول أشراط الساعة . { إِنَّ الناس } قرأ عاصم وحمزة والكسائي { أَنَّ } بالنصب . وقرأ الباقون بالكسر ، فمن قرأ بالنصب يكون حكاية قول الدابة . ومعناه : تكلمهم بأن الناس { كَانُوا بئاياتنا لاَ يُوقِنُونَ } أي : لا يؤمنون بآيات ربهم وهو خروج الدابة ، ومن قرأ بالكسر يكون بمعنى الابتداء ، ويتم الكلام عند قوله تكلمهم . ثم يقول الله تعالى : { إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون } يعني : لا يؤمنون . قال أبو عبيد حدّثنا هشام عن المغيرة أن أبا زرعة بن عمر وابن عباس ، قرأها { تَكلمُهُمْ } بنصب التاء ، وكسر اللام ، وبسكون الكاف ، والتخفيف يعني : تسمهم ، فيتبين الكافر من المؤمن قال الفقيه أبو الليث رحمه الله : وحدثني الثقة عن أبي بكر الواسطي ، عن إبراهيم بن يوسف ، عن محمد بن الفضل الضبي ، عن أبيه عن سعيد بن مسروق ، عن ابن عمر رضي الله عنهم قال ألا أريكم المكان الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم تخرج الدابة منه فضرب بعصاه قبل الشق الذي في الصفا وقال : إنها ذات زغب وريش ، وإنها لتخرج تلبها أول ما تخرج ، كحضر الفرس الجواد ثلاثة أيام ولياليهن ، وإنها لتدخل عليهم ؛ وإنهم ليفرون منها إلى المساجد ، فتقول : أترون أن المساجد تنجيكم مني .
وروى مقاتل قال : تخرج الدابة من الصفا ، ولا يخرج إلا رأسها وعنقها ، فتبلغ رأسها السحاب ، فيراه أهل المشرق والمغرب ، ثم تقاد إلى مكانها ، ثم تزلزل الأرض في ذلك اليوم في ست ساعات ، فيمسون خائفين ، فإذا أصبحوا جاءهم الصريخ بأن الدجال قد خرج .
وروي عن أبي هريرة أنه قال : تخرج الدابة ومعها عصا موسى ، وخاتم سليمان عليهما السلام فتجلو وجه المؤمن بعصا موسى ، وتختم وجه الكافر بخاتم سليمان ثم تقول لهم : يا فلان أنت من أهل الجنة ، ويا فلان أنت من أهل النار ، فترى أهل البيت مجتمعين على خوانهم يقول لهذا يا مؤمن ، ولهذا يا كافر .
وروى ابن جريج عن أبي الزبير قال : رأسها رأس ثور ، وعيناها عينا خنزير ، وأذناها أذنا فيل ، وقرناها أيل ، وعنقها عنق نعامة ، وصدرها صدر أسد ، ولونها لون نمر ، وخاصرتها خاصرة هرة ، وذنبها ذنب كبش ، وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصلين منها اثني عشر ذراعاً بذراع آدم عليه السلام تخرج ومعها عصا موسى ، وخاتم سليمان ، فتنكت على وجه المؤمن حتى يبيض ، وتختم على وجه الكافر بخاتم سليمان حتى يسود ، فيعرف المؤمن من الكافر .
وروي عن عبد الله بن عمر أنه قال : تنكت في وجه الكافر نكتة سوداء ، فتفشو في وجهه حتى يبيض وجهه ، ويتابعون في الأسواق ، فيعرفون المؤمن من الكافر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.