بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَيَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۚ وَكُلٌّ أَتَوۡهُ دَٰخِرِينَ} (87)

وقال عز وجل { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِى الصور } أي : واذكر يوم ينفخ إسرافيل في الصور { فَفَزِعَ مَن فِي *** السموات **وَمَن فِي الأرض } أي : من شدة الصوت والفزع . ويقال : ماتوا . وقال بعضهم : النفخ ثلاثة : أحدها الفزع وهو قوله : { فَفَزِعَ مَن فِي *** السموات } ونفخة أخرى للموت . وهو قوله : { وَنُفِخَ فِي الصور فَصَعِقَ مَن فِي السماوات وَمَن فِي الأرض إِلاَّ مَن شَآءَ الله ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أخرى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [ الزمر : 68 ] ونفخة للبعث وهي قوله { وَنُفِخَ فِي الصور فَصَعِقَ مَن فِي السماوات وَمَن في الأرض إِلاَّ مَن شَآءَ الله ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أخرى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [ الزمر : 68 ] وقال بعضهم : إنما هما نفختان ، والفزع والصعق كناية عن الهلاك ، ثم نفخة للبعث { إِلاَّ مَن شَاء الله } يعني : جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ، ثم يموتوا بعد ذلك { وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخرين } .

روى سفيان بإسناده عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ : { وَكُلٌّ أَتَوْهُ } بغير مد ونصب التاء ، وهي قراءة حمزة وعاصم في رواية حفص . والباقون بالمد والضم . ومن قرأ بالمد وضم التاء ، فمعناه كل حاضروه { داخرين } أي : صاغرين . ويقال : متواضعين . ومن قرأ بغير مد يعني : يأتوا الله