بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا كُنتَ تَرۡجُوٓاْ أَن يُلۡقَىٰٓ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبُ إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۖ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرٗا لِّلۡكَٰفِرِينَ} (86)

ثم قال عز وجل : { وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يلقى إِلَيْكَ الكتاب } يعني : أن يلقى وينزل عليك القرآن { إِلاَّ رَحْمَةً مّن رَّبّكَ } ويقال في الآية تقديم . ومعناه : أن الذي فرض عليك القرآن يعني : جعلك نبياً ينزل عليك القرآن ، وما كنت ترجو قبل ذلك أن تكون نبياً بوحي إليك ، لرادك إلى معاد إلى مكة ظاهراً قاهراً . ويقال { إِلاَّ رَحْمَةً مّن رَّبّكَ } يعني : لكن دين ربك رحمة ، واختارك لنبوته ، وأنزل عليك الوحي ، ثم قال : { فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهيراً للكافرين } يعني : عوناً للكافرين حين دعوه إلى دين آبائه