بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِيٓۚ أَوَلَمۡ يَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَهۡلَكَ مِن قَبۡلِهِۦ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مَنۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرُ جَمۡعٗاۚ وَلَا يُسۡـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (78)

{ قَالَ } قارون { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ عِندِى } قال مقاتل : أي على خير علمه الله عندي . وقال في رواية الكلبي : يعني : علم التوراة ، وكان قارون أقرأ رجل في بني إسرائيل في التوراة ، فأعطيت ذلك لفضل علمي ، وكنت بذلك العلم ومستحقاً بفضل المال . ويقال : على علم عندي . يعني : علم الكيمياء ، وكان يعمل كيمياء الذهب . وقال الزجاج : الطريق الأول أشبه ، لأن الكيمياء لا حقيقة لها ، يقول الله تعالى : { أَوَ لَمْ *** يَعْلَمْ أَنَّ الله } تعالى { قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القرون مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً } من الأموال منهم : نمرود وغيره { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المجرمون } يعني : لا يسأل الكافرون عن ذنوبهم ، لأن كل كافر يعرف بسيماه ، وهذا قول الكلبي . وقال مقاتل : لا يسأل مجرمو هذه الأمة عن ذنوب الأمم الخالية وقيل : لا يسأل الكافرون يوم القيامة عن ذنوبهم سؤال النجاة ، بل يسألون سؤال العذاب والمناقشة .