بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۘ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (88)

{ وَلاَ تَدْعُ مَعَ الله إلها ءاخَرَ } أي : لا تعبد غير الله .

ثم وحد نفسه فقال : { لاَ إله إِلاَّ هُوَ } يعني : لا خالق ولا رازق غيره { كُلُّ شَىْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } يعني : تهلك جميع الأشياء إلا الله ، فإنه لم يزل ولا يزال ، ويقال : كل شيء هالك إلا وجهه ، أي كل عمل هالك لا ثواب له إلا ما يراد به وجه الله عز وجل . ويقال : كل شيء متغير إلا ملكه ، فإن ملكه لا يتغير ، ولا يزال إلى غيره أبداً { لَهُ الحكم } أي : له القضاء ، وله نفاذ الأمر والحكم على ما يريد { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } يعني : إليه المرجع في الآخرة ليجازيكم بأعمالكم ، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « مَنْ قَرَأَ سُورَةَ القَصَصِ كَانَ لَهُ مِنَ الأجْرِ بِعَدَدِ مَنْ صَدَّقَ مُوسَى وَكَذَّبَ ، وَلَمْ يَبْقَ مَلَكٌ فِي السموات وَالأرض ، إلاَّ شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ، أنَّهُ كَانَ صَادِقاً فِي قَوْلِهِ { كُلُّ شَىْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الحكم وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } وَالحَمْدُ لله وَحْدَهُ ، وَصَلَّى الله عَلَى مَنْ لا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، وَحَسْبُنَا الله ، وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، ولاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بالله العَلِيِّ العَظِيمِ ، صَدَقَ الله جَلَّ رَبُّنا ، وَهُوَ أَصْدَقُ الصَّادِقِينَ ، وَصَدَقَ رُسُلُهُ قَوْلُهُ صِدْقٌ وَوَعْدُهُ حَقٌّ » .