فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا كُنتَ تَرۡجُوٓاْ أَن يُلۡقَىٰٓ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبُ إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۖ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرٗا لِّلۡكَٰفِرِينَ} (86)

{ وما كنت } قبل مجيء الرسالة إليك { ترجو } وتؤمل أن نرسلك إلى العباد ، و { أن يلقي إليك الكتاب } فإنزاله عليك ليس عن ميعاد ، ولا عن طلب سابق منك ، وهذا تذكير له صلى الله عليه وسلم بالنعم ، والاستثناء في قوله : { إلا رحمة من ربك } منقطع ، أي : لكن إلقاؤه عليك رحمة من ربك ، أو متصل حملا على المعنى كأنه قيل : وما ألقى إليك الكتاب إلا لأجل الرحمة من ربك والأول أولى ، وبه جزم الكسائي ؛ والفراء ، ثم أمره الله بخمسة أشياء فقال : { فلا تكونن ظهيرا للكافرين } أي : عونا لهم ، وفيه تعريض بغيره من الأمة ، وقيل : المراد لا تكونن ظهيرا لهم بمداراتهم .