بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (21)

ثم قال عز وجل : { وَمِنْ آياته } يعني : من علامات وحدانيته { أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ } يعني : من جنسكم { أزواجا } لأنه لو كان من غير جنسه ، لكان لا يستأنس بها . ويقال : { مّنْ أَنفُسِكُمْ } يعني : خلقها من آدم . ويقال : من بعضكم بعضاً { لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا } يعني : لتستقر قلوبكم عندها . لأن الرجل إذا طاف البلدان ، لا يستقر قلبه ، فإذا رجع إلى أهله ، اطمأن واستقر . ويقال : { لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا } يعني : لتوافقوها { وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } يعني : الحب بين الزوج والمرأة ، ولم يكن بينهما قرابة . ويحب كل واحد منهما صاحبه ، ويقال : { وجعل منكم مودة } للصغير على الكبير ، ورحمة للكبير على الصغير . ويقال : { وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } يعني :الولدان { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات } يعني : فيما ذكر لعلامات لوحدانيته { لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } أني خالقهم .