{ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون21 ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين22 ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون23 ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون24 ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون25 وله من في السماوات والأرض كل له قانتون26 }
ومن أنعم الكريم الوهاب ، وبرهان اقتدار الحكيم الذي خلقنا من تراب ، أن أنشأ لنا من جنسنا أزواجا نأنس إليهن ، وتسكن النفوس وتستمتع إذ تقترن بهن ، ويتراحم الأزواج بما أودع الله في قلوبهم وقلوبهن ، ولقد علمنا الإسلام عظم مكانة الزوج من زوجته ، والزوجة من زوجها {[3309]} ، إن في ذلك لعبرة يعتبر بها من يتفكر ، وحجة تزيد اليقين ، ودليلا على جلال ربنا البر الرحيم .
[ وقال السدي : المودة : المحبة ، والرحمة : الشفقة ، . . . وللرجال خلق البضع منهن ، قال الله تعالى : )وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم . . ( {[3310]} فأعلم الله عز وجل الرجال أن ذلك الموضع خلق منهن للرجال ، فعليها بذله في كل وقت يدعوها الزوج ، فإن منعته فهي ظالمة وفي حرج عظيم ، ويكفيك من ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها " وفي لفظ آخر : " إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح " ]{[3311]} } أورد الألوسي ما حاصله : خلق أصل أزواجكم من حواء ، وهي من ضلع آدم عليه السلام ، ف{ من } على هذا تبعيضية ، ويجوز أن تكون ابتدائية ، والأنفس مجاز عن الجنس ، أي خلق لكم من جنسكم لا من جنس آخر . . . { وجعل بينكم . . . } أي بين الأزواج ، إما على تغليب الرجال على النساء في الخطاب ، أو على حذف ظرف معطوف على الظرف المذكور ، أي جعل بينكم وبينهن ، كما في قوله تعالى : ) . . لا نفرق بين أحد من رسله . . ( {[3312]} . . { مودة ورحمة } . . أي جعل بينكم بالزواج الذي شرعه لكم توادا وتراحما من غير أن يكون بينكم سابقة معرفة ، ولا مرابطة مصححة للتعاطف من قرابة أو رحم . . اه
ولقد وصى نبينا صلى الله عليه وسلم كثيرا بالنساء لأنهن عندنا بأمانة الله ، واستحللنا فروجهن بكلمة الله ، ولأنهن الحفيظات على أزواجهن ، كما أثنى على الخيرات منهن الكتاب العزيز : ) . . فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله . . ( {[3313]} وهن الحانيات على أولادنا{[3314]} ، في الصحيحين عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول : " نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده "
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.