الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (21)

ثم قال تعالى ذكره : { ومن آياته خلق السموات والأرض }

أي : ومن أدلته وحجته/ في قدرته على إحيائكم بعد موتكم أنه خلق السموات والأرض ، وهن أعظم خلقا منكم فاخترعها وأنشأها ، وجعل ألسنتكم مختلفة في الأصوات واللغات ، وجعل ألوانكم مختلفة على كثرتكم ، وهذا ألطف خلقا من خلق أجسامكم فأتى الله تعالى ذكره بتمثيل الخلق العظيم واللطيف .

{ إن في ذلك لآيات للعالمين } أي : لعلامات وأدلة في قدرة الله تعالى ووحدانيته يعني : الجن والإنس .

وهذا على قراءة من فتح اللام{[54709]} .

ومن كسرها{[54710]} فمعناه لمن علم قدرة الله وأيقن بها .


[54709]:اللام المفتوحة هنا هي اللام الثالثة في قوله تعالى "للعالمين".
[54710]:قرأ حفص وحده بكسر اللام وقرأ الباقون بفتحها انظر: السبعة لابن مجاهد 506 والحجة لأبي زرعة 557، والكشف لمكي 2/173، والتيسير للداني 175، والنشر لابن الجزري 2/344، وغيث النفع 320