اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (21)

قوله : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً } «مِنْ أَنْفُسِكُمْ » يعني من بني آدم ، وقيل خلق «حَوَّى » من ضِلَع آدم «لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا » . والصحيح أن المراد من جنسكم كما قال : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ } [ التوبة : 128 ] ويدل عليه قوله : «لِتَسْكُنُوا إلِيها » يعني أن الجنسين المختلفين لا يسكن أحدهما إلى الآخر ، أي لا يثبت نفسه معه ، ولا يميل قلبه إليه { وجعل بينكم مودة ورحمة } ( وقيل : مودة{[41909]} ) بالمجامعة : ( ورحمة{[41910]} ) للولد تَمَسُّكاً بقَوْلِهِ : { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا } [ مريم : 2 ] ، وقيل : جعل بين الزوجين المودةَ ( والرحمة{[41911]} ) فهما يَتَوَادَّانِ ، وَيَتَرَاحَمَانِ وما من شيء{[41912]} أحبَّ إلى أحد من الآخر من غير رحم{[41913]} بينهما . { إِنَّ فِي ذَلِكَ } يحتمل أن يكون المراد منه إن في خلق الأزواج «لآيات » . ويحتمل أن يقال : «إنَّ في جعل المودة والرحمة بينهم آيات لقوم يتفكرون » في عظمة الله وقدرته .


[41909]:ساقط من "ب" وانظر: القرطبي 14/17.
[41910]:ساقط من "ب".
[41911]:ساقط من "ب" وانظر: القرطبي 14/17.
[41912]:في "ب" أحد بدل شيء.
[41913]:في "ب" رحمة.