بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ} (3)

{ أَلاَ لِلَّهِ الدين الخالص } يعني : له الولاية ، والوحدانية . ويقال : له { الدين الخالص } ، والخالص هو دين الإسلام . فلا يقبل غيره من الأديان ، لأن غيره من الأديان ليس هو بخالص سوى دين الإسلام .

قوله عز وجل : { والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء } يعني : عبدوا من دونه أرباباً ، وأوثاناً ، { مَا نَعْبُدُهُمْ } على وجه الإضمار . قالوا : { مَا نَعْبُدُهُمْ } يعني : يقولون ما نعبدهم . وروي عن عبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب ، أنهما كانا يقرآن { والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء } قالوا : { مَا } بالياء ، وقراءة العامة { مَا نَعْبُدُهُمْ } على وجه الإضمار ، لأن في الكلام دليلاً عليه { نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى الله زُلْفي } يعني : ليشفعوا لنا ، ويقربونا عند الله . ويقال : { لِيُقَرّبُونَا إِلَى الله زُلْفي } يعني : منزلة .

يقول الله تعالى : { إِنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } يعني : يقضي بينهم يوم القيامة { فِيمَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } من الدين .

ثم قال عز وجل : { إِنَّ الله لاَ يَهْدِي } أي : لا يرشد إلى دينه { مَنْ هُوَ كاذب كَفَّارٌ } في قوله : الملائكة بنات الله وعيسى ابن الله { كَفَّارٌ } يعني : كفروا بالله بعبادتهم إياهم . ويقال : معناه لا يوفق لتوحيده من هو كاذب على الله ، حتى يترك كذبه ، ويرغب في دين الله .