بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ كَفَّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَأَصۡلَحَ بَالَهُمۡ} (2)

{ والذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } قال هم الأنصار ، الذين آمنوا ، يعني : صدقوا بالله تعالى ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبالقرآن وعملوا الصالحات ، يعني : أدوا الفرائض والسنن ، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن كان في مثل حالهم { والذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَآمَنُواْ بِمَا نُزّلَ على مُحَمَّدٍ وهو الحق من ربهم } يعني : صدقوا بما أنزل جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو الحق وليس فيه باطل ، ولا تناقض { كَفَّرَ عَنْهُمْ سيئاتهم } يعني : محا عنهم ذنوبهم التي عملوا في الشرك ، بإيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وطاعتهم لله تعالى ، فيما يأمرهم به من الجهاد { وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } يعني : حالهم . وهذا قول قتادة . وقال مقاتل : يعني : بين أمورهم في الإسلام ، وعملهم وحالهم ، حتى يدخلوا الجنة . وروى مجاهد { وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } يعني : شأنهم وقال القتبي { كَفَّرَ عَنْهُمْ سيئاتهم } أي : سترها { وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } أي : حالهم . ويقال : أصلح بالهم يعني : أظهر الله تعالى أمرهم في الإسلام ، حتى يقتدى بهم .