بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (1)

مقدمة السورة:

سورة محمد مكية وهي ثلاثون وثمان آيات .

قوله تبارك وتعالى : { الذين كَفَرُواْ } أي : جحدوا بتوحيد الله تعالى ، وبالقرآن { وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله } أي : صرفوا الناس عن طاعة الله ، وهو الجهاد { أَضَلَّ أعمالهم } يعني : أبْطَلَ الله حسناتهم التي عملوا في الدنيا ، لأنهم عملوا بغير إيمان ، وكل عمل يكون بغير إيمان ، فهو باطل كما قال { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ في الآخرة مِنَ الخاسرين } [ آل عمران : 85 ] الآية . قال الكلبي : نزلت في مطعمي بدر ، وهم رؤساء مكة ، الذين كانوا يطعمون الناس في حال خروجهم إلى بدر ، منهم أبو جهل والحارث ابنا هشام ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأبي وأمية ابنا خلف ، ومنبه ونبيه ابنا الحجاج ، وغيرهم . ويقال : هذا في عامة الكفار .

وهذا كقوله : { والذين كفروا أعمالهم كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظمآن مَآءً حتى إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ الله عِندَهُ فوفاه حِسَابَهُ والله سَرِيعُ الحساب } [ النور : 39 ] الآية . وروى مجاهد عن ابن عباس قال : { الذين كَفَرُواْ } هم أهل مكة .