بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَۖ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنٗاۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (16)

قوله عز وجل : { قُل لّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأعراب } يعني : الذين تخلفوا عن الحديبية ، مخافة القتال { سَتُدْعَوْنَ إلى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } يعني : قتال شديد . قال بعضهم : يعني : قتال أهل اليمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . قاتلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه . وقال مجاهد : { إلى قَوْمٍ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ } يعني : أهل الأوثان . وقال أيضاً : هم أهل فارس ، وكذا قال عطاء ، وقال سعيد بن جبير : هوازن ، وثقيف . وقال الحسن : فارس ، والروم .

{ تقاتلونهم أَوْ يُسْلِمُونَ } قرأ بعضهم ( أَوْ يُسْلِمُوا ) بألف من غير نون ، وقراءة العامة بالنون . فمن قرأ : { أَوْ } يعني : حتى يسلموا ، أو إلى أن يسلموا . ومن قرأ : بالنون . فمعناه : تقاتلونهم أو هم يسلمون { يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُواْ } يعني : تجيبوا ، وتوقعوا القتال ، وتخلصوا لله تعالى . { يُؤْتِكُمُ الله أَجْراً حَسَناً } يعني : ثواباً حسناً في الآخرة . { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مّن قَبْلُ } يعني : تعرضوا عن الإجابة كما أعرضتم يوم الحديبية . { يُعَذّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } يعني : شديداً دائماً .