بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذۡ أَوۡحَيۡتُ إِلَى ٱلۡحَوَارِيِّـۧنَ أَنۡ ءَامِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّنَا مُسۡلِمُونَ} (111)

وقوله تعالى :

{ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحواريين }

يعني : ألهمتهم وألقيت في قلوبهم . ويقال : أوحيت إلى عيسى ليبلغ الحواريين : { أن آمنوا بي } يعني : صدقوا بتوحيدي { وَبِرَسُولِى } ، فلما أبلغهم الرسالة { قَالُواْ آمَنَّا } يقول : صدقنا بهما ، { واشهد } يا عيسى { بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } أي : مقرون . ويقال : هذا معطوف على أول الكلام . { إذ قال الله يا عيسى } . وقال له أيضاً : { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحواريين } يعني : ألهمتهم .

وقال مقاتل : يقوم عيسى خطيباً يوم القيامة بهذه الآيات ، ويقوم إبليس خطيباً لأهل النار بقوله : { وَقَالَ الشيطان لَمَّا قُضِيَ الأمر إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحق وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لي عَلَيْكُمْ مِّن سلطان إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لِى فَلاَ تَلُومُونِى ولوموا أَنفُسَكُمْ مّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِىَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظالمين لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ إبراهيم : 22 ] الآية