قوله : { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحواريين أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي } هو معطوف على ما قبله . وقد تقدّم تفسير ذلك . والوحي في كلام العرب معناه الإلهام : أي ألهمت الحواريين وقذفت في قلوبهم . وقيل معناه : أمرتهم على ألسنة الرسل أن يؤمنوا بي بالتوحيد والإخلاص ويؤمنوا برسالة رسولي . قوله : { قَالُواْ آمَنَّا } جملة مستأنفة كأنه قيل ماذا قالوا ؟ فقال : قالوا آمنا { واشهد بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } أي مخلصون للإيمان أي واشهد يا رب ، أو واشهد يا عيسى .
وقد أخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : { يَوْمَ يَجْمَعُ الله الرسل فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ } فيفزعون فيقولون :{ لاَ عِلْمَ لَنَا } فتردّ إليهم أفئدتهم فيعلمون . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السديّ في الآية قال : ذلك أنهم نزلوا منزلاً ذهلت فيه العقول ، فلما سئلوا قالوا : لا علم لنا ، ثم نزلوا منزلاً آخر فشهدوا على قومهم . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس قال : قالوا لا علم لنا فرقاً يذهل عقولهم ، ثم يردّ الله إليهم عقولهم ، فيكونون هم الذين يسألون بقول الله :
{ فَلَنَسْألَنَّ الذين أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْألَنَّ المرسلين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.