فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذۡ أَوۡحَيۡتُ إِلَى ٱلۡحَوَارِيِّـۧنَ أَنۡ ءَامِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّنَا مُسۡلِمُونَ} (111)

{ وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا وأشهد بأننا مسلمون } ومن أنعمي عليك أن أمرت الحواريين- المخلصين من أصحابك- أمرتهم في الإنجيل على لسانك ، قال الزجاج ما حاصله : الوحي في كلام العرب يأتي بمعنى الأمر ، كما جاء فيما أنشده بعضهم :

الحمد لله الذي استقلت *** بإذنه السماء واطمأنت

أوحى لها القرار فاستقرت

أي : أمرها أن تقر فامتثلت ؛ وقد يراد بالوحي : الإلهام ، كما في قوله تعالى : ( وأوحينا إلى موسى . . ) ( {[1928]} ) ، ( وأوحى ربك إلى النحل . . ) ( {[1929]} ) ، { أن آمنوا بي وبرسولي } إيحائي إليهم مفسر بأن يصدقوا ويستيقنوا بي ، ويصدقوا ويستجيبوا لرسولي إليهم عيسى ابن مريم ؛ { قالوا آمنا } قال الحواريون : استجبنا لأمر ربنا ، واستيقنا بأنه الحق ونبيه حق وكلامه حق ؛ { واشهد بأننا مسلمون } سألوا الله تعالى أن يكتبهم مسلمين ، ويقبلهم مؤمنين ، ويثبتهم على الرشد مخلصين ، أو طلبوا إلى عيسى عليه السلام أن يشهد لهم بالإسلام والانقياد .


[1928]:سورة القصص. من الآية 7.
[1929]:سورة النحل. من الآية 68.