بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِذۡ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ هَلۡ يَسۡتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيۡنَا مَآئِدَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِۖ قَالَ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (112)

قوله تعالى : { إِذْ قَالَ الحواريون يا عيسى ابن مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ }

قرأ الكسائي : بالتاء { هَلْ تَسْتَطِيعُ رَبَّكَ } وبنصب الباء . وقرأ الباقون : بالياء وبضم الباء . فمن قرأ : بالتاء { هَلْ تَسْتَطِيعُ رَبَّكَ } معناه : هل تستطيع أن تدعو ربك ؟ ومن قرأ : بالياء معناه : هل يجيبك ربك ؟ { أَن يُنَزّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مّنَ السماء } وذلك أن عيسى لما خرج ، اتبعه خمسة آلاف أو أقل أو أكثر . بعضهم كانوا أصحابه ، وبعضه كانوا يطلبون منه أن يدعو لهم لمرض كان بهم أو علة ، أو كانوا زمنى ، أو عمياناً . وبعضهم كانوا ينظرون ويستهزئون ، وبعضهم نظارة . فخرج إلى موضع ، فوقعوا في مفازة ولم يكن معهم نفقة ، فجاعوا . فقالوا للحواريين : قولوا لعيسى حتى يدعو الله تعالى بأن ينزل علينا مائدة من السماء . فجاءه شمعون . فأخبره أن الناس يطلبون بأن تدعو الله أن ينزل عليهم مائدة من السماء ف { قَالَ } عيسى : قل لهم { اتقوا الله إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } .

ويقال : هذا القول للحواريين : قل لهم { اتقوا الله إن كنتم مؤمنين } فلا تسألوا لأنفسكم البلاء . فأخبر شمعون بذلك القوم .