البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَإِذۡ أَوۡحَيۡتُ إِلَى ٱلۡحَوَارِيِّـۧنَ أَنۡ ءَامِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّنَا مُسۡلِمُونَ} (111)

{ وإذا أوحيت إلى الحواريين ان آمنوا بي وبرسولي } أي أوحيت إليهم على ألسنة الرسل .

وقال ابن عطية إما أن يكون وحي إلهام أو وحي أمر والرسول هنا هو عيسى وهذا الإيحاء إلى الحواريين هو من نعم الله على عيسى بأن جعل له أتباعاً يصدقونه ويعملون بما جاء به ويحتمل أن تكون تفسيرية لأنه تقدّمها جملة في معنى القول وأن تكون مصدرية .

{ قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون } تقدم تفسير نظير هذه الجملة في آل عمران إلا أن هناك { آمنا به } لأنه تقدم ذكر الله فقط في قوله : { من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله } وهنا جاء { قالوا آمنا } فلم يتقيد بلفظ الجلالة إذ قد تقدم أن { آمنوا بي وبرسولي } وجاء هناك { واشهد بأنا } ، وهنا { واشهد بأننا } .

وهذا هو الأصل إذ أن محذوف منه النون لاجتماع الأمثال .