بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِنَّهُۥ لَحَقّٞ مِّثۡلَ مَآ أَنَّكُمۡ تَنطِقُونَ} (23)

ثم قال عز وجل : { فَوَرَبّ السماء والأرض } أقسم الرب بنفسه { إِنَّهُ لَحَقٌّ } يعني : ما قسمت من الرزق لكائن { مّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } يعني : كما تقولون لا إله إلا الله ، أو يعني : كما أن قولكم لا إله إلا الله حق ، كذلك قولي سأرزقكم حق . ويقال : معناه كما أن الشهادة واجبة عليكم ، فكذلك رزقكم واجب علي . ويقال : معناه هو الذي ذكر في أمر الآيات ، والرزق حق . يعين : صدق مثل ما أنكم تنطقون . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «أَبَى ابْنُ آدَمَ أنْ يُصَدِّقَ رَبَّهُ حَتَّى أقْسَمَ لَهُ ، { فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأرْضِ إنَّهُ لَحَقٌّ } » . قرأ حمزة ، والكسائي ، وعاصم ، في رواية أبي بكر { مّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } بضم اللام . والباقون : بالنصب . فمن قرأ بالضم ، فهو نعت بالحق ، وصفه له . ومن قرأ بالنصب ، فهو على التوكيد على معنى أنه لحق حقاً مثل نطقكم .