غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِنَّهُۥ لَحَقّٞ مِّثۡلَ مَآ أَنَّكُمۡ تَنطِقُونَ} (23)

1

ثم أنتج من الأخبار السالفة من أول السورة إلى هاهنا حقيقة القرآن أو النبي أو الموعود ، وأقسم عليه برب السماء الأرض ترقياً من الأدنى وهي المربوبات كالذاريات وغيرها إلى الرب تعالى . و " ما " مزيدة بنص الخليل حكاه جار الله يقال في الأمر الظاهر غاية الظهور أن هذا الحق أنك ترى وتسمع مثل ما أنك هاهنا .

قال الأصمعي : أقبلت خارجاً من البصرة فطلع أعرابي على قعود فقال : من الرجل ؟ قلت : منت بني أصمع . قال : من أين أقبلت ؟ قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن . فقال : اتل علي فتلوت { والذاريات } فلما بلغت قوله { وفي السماء رزقكم } فقال : حسبك . فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على الناس وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى . فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق ، فالتفت فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر فسلم علي واستقرأ السورة ، فلما بلغت الآية صاح وقال : وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً ثم قال : فهل غير هذا ؟ فقرأت { فورب السماء والأرض إنه لحق } فصاح فقال : يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف لم يصدقوه بقوله حتى ألجؤه إلى اليمين قالها ثلاثاً وخرجت معها نفسه .

/خ60