فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَفَرَءَيۡتُمُ ٱللَّـٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ} (19)

ولما قص الله سبحانه هذه الأقاصيص قال للمشركين موبخا لهم ومقرعا :

{ أفرأيتم اللات والعزى } أي أخبروني عن هذه الآلهة التي تعبدونها من دون الله هل لها قدرة توصف بها ، وهل أوحت إليكم شيئا كما أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم أم هي جمادات لا تعقل ولا تنفع ، وقال أبو السعود : الهمزة للإنكار ، والفاء لتوجيهه إلى ترتيب الرؤية على ما ذكر من شؤونه تعالى المنافية لها غاية المنافاة ، والمعنى أعقيب ما سمعتم من آثار كمال عظمته ، وإحكام قدرته ، ونفاذ أمره في الملأ الأعلى ، وما تحت الثرى ، وما بينهما ، رأيتم هذه الأصنام مع غاية حقارتها وذلتها شركاء لله ؟ على ما تقدم من عظمته .