بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ مُّنقَعِرٖ} (20)

{ تَنزِعُ الناس } يعني : تنزع أرواحهم من أجسادهم ، وهذا قول مقاتل . ويقال : { في يَوْمِ نَحْسٍ } يعني : يوم مشؤوم عليهم : { مُّسْتَمِرٌّ } يعني : استمر عليهم بالنحوسة . وقال القتبي : الصرصر ريح شديدة ذات صوت تنزع الناس . يعني : تقلعهم من مواضعهم . { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } يعني : صرعهم ، فكبهم على وجوههم كأنهم أصول نخل منقلعة من الأرض ، فشبههم لطولهم بالنخيل الساقطة . وقال مقاتل : كان طول كل واحد منهم اثني عشر ذراعاً . وقال في رواية الكلبي : كان طول كل واحد منهم سبعين ذراعاً ، فاستهزؤوا حين ذكر لهم الريح ، فخرجوا إلى الفضاء ، فضربوا بأرجلهم ، وغيبوها في الأرض إلى قريب من ركبهم ، فقالوا : قل للريح حتى ترفعنا ، فجاءت الريح فدخلت تحت الأرض ، وجعلت ترفع كل اثنين ، وتضرب أحدهما على الآخر بعدما ترفعهما في الهواء ، ثم تلقيه في الأرض ، والباقون ينظرون إليهم حتى رفعتهم كلهم ، ثم رمت بالرمل والتراب عليهم ، وكان يسمع أنينهم من تحت التراب كذا وكذا يوماً .