تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ مُّنقَعِرٖ} (20)

الآية 20 وقوله تعالى : { تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل مُنقعِر } من الناس من قال : لمّا اشتد بهم الريح تنادوا في ما بينهم . البيوت [ البيوت ]{[20182]} فدخلوها ، فدخلت الريح عليهم ، فأخبرتهم من بيوتهم ، وألقنتهم في أفنيتا{[20183]} ، فذلك النّزع .

ومنهم من قال : تنزع مفاصلهم ، فتُلقيهم كأعجاز { نخل منقعِر } لأنهم كانوا أطول الخلق ؛ فذُكر أن كل رجل منهم كان طوله ستّين ذراعا ، والنخل لا يبلُغ ذلك المقدار إلا بعد قطع المفاصل ، فجائز لتشبيه بأعجاز { نخل منقعر } بعد انقعار{[20184]} مفاصلهم ، والانقعار هو الانقلاع .

قال أبو عوسجة : { منقعر } أي منقطع ساقط .

ومنهم من قال : شبّههم بأعجاز النخل لعظم أعجازهم . وقال بعضهم : شبّههم بأعجاز النخل لطولهم ، ولكن ذلك بعد نزع المفاصل لما ذكرنا . وفي حرف حفصة رضي الله عنها تنزع الناس على أعقابهم .


[20182]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.
[20183]:في الأصل وم: فنائهم.
[20184]:في الأصل وم: انتزاع.