الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ مُّنقَعِرٖ} (20)

{ تَنزِعُ النَّاسَ } أي : تقلعهم من الأرض من تحت أقدامهم فتصرعهم على رقابهم فتدق رقابهم فتبين الرأس عن الجسد ، ف { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ } وقرأ أبيّ بن كعب ، وابن السميفع : { أعجز نخل } برفع الجيم من غير ألف بعد الجيم . وقرأ ابن مسعود ، وأبو مجلز ، وأبو عمران : { كأنهم عُجُز نخل } بضم العين والجيم . ومعنى الكلام : كأنهم أصول نخل { منقعر } أي : منقلع . وقال الفراء : المنقعر : المنصرع من النخل . قال ابن قتيبة : يقال : قعرته فانقعر ، أي قلعته فسقط . قال أبو عبيدة : والنخل يذكر ويؤنث ، فهذه الآية على لغة من ذكر ، وقوله : { أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } [ الحاقة : 8 ] على لغة من أنث . وقال مقاتل : شبههم حين وقعوا من شدة العذاب بالنخل الساقطة التي لا رؤوس لها ، وإنما شبههم بالنخل لطولهم ، وكان طول كل واحد منهم اثني عشر ذراعا .