بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ فُرُشِۭ بَطَآئِنُهَا مِنۡ إِسۡتَبۡرَقٖۚ وَجَنَى ٱلۡجَنَّتَيۡنِ دَانٖ} (54)

قوله عز وجل : { مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ } يعني : ناعمين على فرش { بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } هو الديباج الغليظ الأخضر بلغة فارس . وقال مقاتل : { بَطَائِنُهَا } يعني : ظواهرها . وذكر عن الفراء أنه قال : { بَطَائِنُهَا } يعني : الظهارة ، وقد تكون الظهارة بطانة ، والبطانة ظهارة ، لأن كل واحد منهما يكون وجهاً واحداً . وقال القتبي : هذا لا يصح ، ولكن ذكر البطانة تعليماً ، أن البطانة إذا كانت من استبرق ، فالظهارة تكون أجود . وروي عن ابن عباس أنه سئل : أن بطائنها من استبرق فما الظواهر ؟ قال هو مما قال الله تعالى : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفي لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [ السجدة : 17 ] .

ثم قال : { وَجَنَى الجنتين دَانٍ } يعني : اجتناؤهما قريب إن شاء تناولهما قائماً ، وإن شاء تناولهما قاعداً ، وإن شاء متكئاً .