ثم قال { متكئين على فرش بطائنها من استبرق } [ 53 ] أي : ينعمون متكئين على فرش ، ودل الكلام على هذا الفعل وهو العامل في الحال ذكره المبرد {[66505]} . وقيل العامل معنى الملك في قوله { ولمن خاف مقام ربه جنتان } { متكئين } وهو محمول على المعنى ، ولو دل {[66506]} على اللفظ لقال متكئا {[66507]} .
والإستبرق عند العرب : الديباج الغليظ الذي يعلو على الكعبة {[66508]} . وقيل هو الخز الموشي هذا هو البطائن {[66509]} . ولم يذكر تعالى ذكره الظواهر ، إذ ليس في الدنيا من يعرف قدرها . قال ابن مسعود قد أخبرتم بالبواطن {[66510]} فكيف لو أخبرتم بالظواهر {[66511]} .
وقيل لابن جبير هذه البطائن من إستبرق ، فما الظواهر ؟ قال هذا مما قال الله جل ثناءه فيه { فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين } {[66512]} {[66513]} .
وفي الحديث " ظواهرها بدر يتلالا " {[66514]} . وصغر سيبويه إستبرق على أبيرق ، وأن السين والتاء زائدتان والألف بمنزلة ميم مستفعل ، لأن الهمزة/ [ تكون ] {[66515]} زائدة أولا في بنات الأربعة والخمسة ، إنما تكون زائدة أولا في بنات الثلاثة {[66516]} .
وقال الفراء تصغيره " تبيرق " فحذف السين والهمزة . ثم قال { وجنا الجنتين دان } أي : وثمر الجنتين {[66517]} قريب من آخذه ومجتنيه يجتينه كيف يشاء {[66518]} قائما وقاعدا وراقدا {[66519]} .
قال قتادة : ثمارها دانية لا يرد أيدهم عنده {[66520]} بعد ولا شوك {[66521]} . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لا يقطع رجل ثمرة {[66522]} من الجنة فتصل إلى فيه حتى يبدل الله جل ثناؤه مكانها خيرا منها {[66523]} .
وروى ابن جبير عن ابن عباس أنه قال : نخل الجنة خشبها ذهب {[66524]} كرنفها {[66525]} زمرد {[66526]} أخضر وثمرها أمثال القلال أحلى من الشهد ، والين من الزبد لا عجم لها {[66527]} . وقال أبو عبيدة من مسروق أنهار الجنة تجري في غير أخدود نخلها نضيد من أسفله إلى فرعه ، وثمرها أمثال القلال {[66528]} . كلما أخذت منها ثمرة عادت مكانها أخرى ، طول العنقود منها أثنى عشر ذراعا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.